الطـعن في الصحابة رضي الله عنهم حكمه وآثاره
|
ملخــص البحــث
الحمدُ لله الذي جعل الظلمات والنور، وحكم لعباده الصالحين بالرضوان والسرور، والصلاة والسلام على نبينا محمد، ما تعاقب الليل والنهار، وعلى آله الطيبين الأطهار، وصحابته الأتقياء الأخيار من المهاجرين والأنصار، وعلى من تبعهم واقتفى آثارهم في سائر الأزمان والأمصار، أما بعد :
فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم ، أن هذه الأمة تفترق إلى ثلاثٍ وسبعين فرقة، كلها جمعاء في النار إلا واحدة، وهي الفرقة الناجية، وهذه الفرقة هي التي تكون على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه - رضي الله عنهم- وقد وقع ما أخبر به عليه الصلاة والسلام، ومن تلك الفرق الضالة الهالكة الرافضة، أولئك الذين تستروا بحب آل البيت؛ ليخفون من وراء ذلك الستار : حقدهم وخبثهم، وكيدهم وضلالهم، فجاءت أقوالهم تعبر عن سوء طويتهم، وفساد سريرتهم، فزعموا حب القرابة، وطعنوا في الصحابة- رضي الله عنهم – بل كفروهم، وجاءت هذه الدراسة المختصرة، لتكشف جانباً من ضلالهم، وتبيّن طرفاً من خبثهم، وفساد مزاعمهم، وقد قسمتها إلى مقدمةٍ وأربعةِ مباحث، ثم خاتمة.
فالمقدمة : أشرتُ فيها إلى ضلال الرافضةِ، وظلمهم للصحابة -رضي الله عنهم – مع أن النصوص قد جاءت بذكر فضلهم، والثناء عليهم، وتضمنت أيضاً الحديث عن حرمة سباب المسلم، والنهي عن الوقيعةِ في عرضه، وعدم سب الأموات ووجوب الكف عنهم، ثم كان المبحثُ الأول : وفيه الإشارة إلى بعض ما جاء عن آل البيت في الثناء على الصحابة – رضي الله عنهم – وأنهم يتولونهم، ويبرءون ممن يتبرأ منهم، وبه يتبيّن فساد قول الرافضة، بعداء آل البيت للصحابة – رضي الله عنهم - وتأكيداً لهذا الرأي، وزيادة بيان لبطلان مزاعم الرافضة؛ جاء المبحث الثاني وفيه ذكر لموقف الصحابة – رضي الله عنهم – من آل البيت، وحبهم لهم، ومعرفة مكانتهم وقدرهم، وتقديمهم على من سواهم، كيف لا وهم قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ولكون الرافضة ترى سب الصحابة – رضي الله عنهم – والطعن فيهم، عقيدة وقربة؛ جاء المبحث الثالث مبيناً : حكم الطعن فيهم، وتبيّن من خلاله أن من طعن فيهم بما يوجب كفرهم، أو اتهامهم بما برأهم الله تعالى منه؛ فلا شك في كفره، وتبيّن أيضاً : أن من سبهم بما لا يقدح في إيمانهم وعدالتهم، لا يكون كافراً، ولكنه صاحب ضلالة، ونفاق وخبث، ومن ثم أوجب العلماء إنزال العقوبة على من طعن فيهم – رضي الله عنهم – إما قتلا وإما تعزيراً بالضرب والسجن، حتى يدع ويرجع، ولا ريبَ أن سبهم - رضي الله عنهم - له آثار خطيرة، وهذا ما تضمنه المبحث الرابع حيث جاء عن آثار الطعن في الصحابة – رضي الله عنهم – وتلك الآثار تفضي بصحابها إلى الهلاك وتورثه الذلة والخسران، ويكفي من ذلك تكذيبه للنصوص الشرعية التي جاءت بذكر : إيمانهم، وفضلهم، ورضا الله تعالى عنهم، ومن ذلك كثرة اللوازم الباطلة بسبب الطعن فيهم، ومنها : الأذية، والطعن، والقدح، في رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن كانوا صحابته – رضي الله عنهم – كذلك، وبهذه المباحث المختصرة، تبيّن كذب الرافضة، فيما زعموا، ثم كانت الخاتمة وضمنتها بعض نتائج هذه الدراسة، ثم أعقبت ذلك بذكر بعض التوصيات، والله تعالى أسأل : أن يتقبل مني القول والعمل.
|